هناك اختلاف في نتائج البحوث والدراسات التي تناولت الخصائص المعرفية والعقلية حول تأثير الإعاقة السمعية على النشاط المعرفي والعقلي.

فهناك من يرى أن القدرات العقلية المعرفية لدى ذوي الإعاقة السمعية تتأثر سلباً نتيجة هذه الإعاقة وذلك بسبب نقص تفاعله مع المثيرات الحسية في البيئة، مما يترتب عليه قصورا في مدركاته ومحدودية في مجاله المعرفي بل تأخر في نموه العقلي مقارنة بالعاديين، كما أن الإعاقة السمعية تحرم المعاق من القدرة على التواصل بشكل جيد مع أسرته وأقرانه ومجتمعه، مما يضعف رصيد الخبرة لديه، ومن ثم يتأخر مستوى النمو العقلي لدى المعاقين سمعياً عند مقارنتهم بالعاديين (وليد خليفة ومراد سعد وفضلون الدمرداش، 2008، 74).

يذكر عبد الله القريطي (2005، 319) أن نتائج البحوث التي استخدمت اختبارات ذكاء شفوية أو لفظية - ومنها بحوث"بنتر" Pintner و"باترسون" Paters اللذان طبقا الصورة المعدلة من قبل "جودار" اختبار بينيه - سيمون للذكاء عن وجود فروق في مستوى الذكاء بين الصم والعاديين لصالح العاديين.

ويوضح سعيد العزة (2002، 115) أن المفاهيم المتصلة باللغة تكون ضعيفة لدى المعاقين سمعيا، وأن قصورهم في اختبارات الذكاء تعود للمشاكل اللُّغويَّة، لذلك يجب تكييف وتعديل اختبارات الذكاء لتكون أكثر دقة في قياس ذكاء أفراد هذه الفئة، وإن تخصص لهم اختبارات ذكاء غير لفظية لقياس ذكائهم بشكل دقيق. وقد أتفق مع هذا مصطفى القمش وخليل المعايطه (2006، 92) أن معظم علماء النفس التربويون يشيرون إلى ارتباط القدرة العقلية بالقدرة اللُّغويَّة فمن البديهي أن يكون أداء الأفراد المعاقين سمعيا متدنياً على اختبارات الذكاء وذلك بسبب تشبع تلك الاختبارات بالناحية اللفظية، وأنه لو تم تصميم اختبارات ذكاء خاصة بالصم تركز على الجوانب الأدائية فقد لا يكون أداؤهم متدنيا على هذه الاختبارات.

ويذكر السيد شريف (2014، 148) الخصائص المعرفية للمعاقين سمعيا في التالي:

  1. لا يختلف مستوى ذكاء الأصم عن مستوى ذكاء الشخص السامع وذلك عند استخدام اختبارات ذكاء غير لفظية، أما عند استخدام اختبارات لفظية فإن الأمر يختلف.
  2.  الأصم لديه القابلية للتعلم والتفكير التجريدي ما لم تصاحب إعاقته بتلف دماغي.
  3. مفاهيم الأصم لا تختلف عن مفاهيم العاديين باستثناء المفاهيم اللُّغويَّة.
  4.  يتعلم الأصم بشكل أفضل إذا ما تضمن الموقف مثيرات حسية متعددة كالألوان والأنماط المختلفة والحركة.
  5. يعتبر بعض هؤلاء الأفراد في عداد الموهوبين.

وبالنسبة لقدرة الأصم على التذكر، فنظرا لأهمية الدور الذي تؤديه الذاكرة في عملية التعليم والتعلم باعتبارها مكوناً من مكونات القدرة العقلية، فقد تم إجراء العديد من الدراسات حول طبيعة الذاكرة لدى الصم، حيث ترى بعض الآراء أن قوة الذاكرة لدى الأصم تتأثر بالإعاقة السمعية، وفيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات التي تناولت طبيعة الذاكرة لدى الأصم:

· فقد حقق التلاميذ العاديون نتائج أفضل من التلاميذ الصم، فيما يتعلق بالاستدعاء المرجأ، وتتساوى كل منهما في الاستدعاء الفوري.

· كما حقق التلاميذ الصم نتائج أفضل في تذكر الكلمات التي لها نظير في لغة الإشارة بعكس الكلمات التي لها إشارة، كما وجد التلاميذ الصم أكثر قدرة من العاديين على تذكر الكلمات المتشابهة من حيث الشكل، في حين أن التلاميذ العاديين أكثر قدرة من التلاميذ الصم على تذكر الكلمات المتشابهة من حيث اللغة المنطوقة.

ويمكن تحديد الحاجات التربوية لذوي الإعاقة السمعية في ضوء خصائصهم العقلية المعرفية فيما يلي:

  •  تقديم محتوى تعليمي يتطلب مستويات متفاوتة من الذكاء مراعاة للفروق الفردية.
  • تبسيط المثيرات المقدمة للتلميذ حتى يستطيع تذكرها واستيعابها.
  • استخدام الوسائل التعليمية البصرية؛ إذ إنها تدعم كلاً من التذكر والانتباه، خاصة أن الصم يعتمدون أساساً في تعلمهم على حاسة البصر.
  • جذب انتباه التلميذ للمفردات الجديدة بتلوينها، أو وضع خطوط تحتها.