تختلف الاضطرابات اللُّغويَّة عند إصابة حاسة السمع في شدتها من طفل إلى طفل آخر وذلك اعتمادا على عوامل وظروف عديدة، فهناك اختلاف في القدرات اللُّغويَّة بين الطفل الذي يولد مصابا بفقدان أو ضعف في السمع وبين الطفل الذي يصاب بفقدان السمع بعد اكتساب اللغة أو اكتساب قدر معقول من القدرات اللُّغويَّة، ففي الحالة الأولى تكون المشكلة اللغة أشد، وتعتمد الأمر كذلك على فعالية التدخل المبكر والتزويد بالمعين السمعي الملائم لمشكلة السمع فكلما كان هناك تدخل مبكر فعال وصحيح، كلما تطورت القدرات اللُّغويَّة بشكل أفضل وتمكن الطفل من اكتساب اللغة والكلام والأداء التواصلي الشفهي بشكل جيد. ومن الأمور الأخرى التي تعتمد عليها شدة المشكلة اللُّغويَّة عند المصابين بحاسة السمع هي درجة وشدة فقدان السمع فالطفل الذي يعاني من ضعف بسيط في السمع لا يتجاوز مستوى 40 ديسيبل يختلف عن الطفل الذي يعاني من فقدان السمع الشديد أو العميق والذي يتجاوز مستوى 90 ديسيبل (مجلة عالمي، 2008، 10-11).

ويذكر إبراهيم الزريقات (2009، 381) أن المعرفة بالمفردات عاملاً رئيسياً للفهم القرائي. فهي مهمة للتمييز بين مستويات معرفة الكلمات لأن معرفة الكلمة يعتمد على كيفية استعمال الكلمة من قبل مؤلف النص، فعندما تعلم الأطفال مفردات جديدة فإن المستوى الأول يكون تعلم معاني جديدة للكلمات المعروفة، أما المستوى الآخر فيشمل على توضيح وإغناء معاني الكلمات المعروفة، فالطالب الأصم الذي يعرف معنى كلمة "مفتوح" في جمل مثل الباب مفتوح، فمك مفتوح، فإنه لا يعرف معنى مفتوح في عبارة "هذه شخص ذو عقل مفتوح"، وهناك مستوى أخر وهو تعلم تصنيفات جديدة للمفاهيم المعروفة، فالطفل الأصم الذي يعرف معنى كلمة "خطأ" يحتاج إلى معرفة كلمات خطأ، غير دقيق، غلط، ... الخ، وبالإضافة إلى ذلك، تعلم الكلمات التي تمثل مفاهيم جديدة وصعبة، الطلبة الصم الذين يتعلمون معنى "حكومة" ربما لا يعرفون مفاهيم مثل ديمقراطية، اشتراكية ورأسمالية، وهناك مستوى آخر وهو تعلم استعمال كلمات تعبيرية، الأطفال يتصفون غالبا بأن لديهم مفردات استقبالية أكثر من المفردات التعبيرية.

إن الأطفال الصم أظهروا الخصائص الآتية بالنسبة لمفرداتهم:

  • معرفة المفردات يرتبط بالفهم القرائي إيجابيا.
  • الطلبة الصم يظهرون فهما أفضل للخصائص الدلالية وعلاقات الكلمات أكثر من تعريفات الكلمة.
  • الأطفال الصم يظهرون صعوبات في تعلم الكلمات الروائية من الأطفال السامعين.
  • التعليم المباشر في تعريفات الكلمة غير فعال في تحسين الفهم.

وحتى يفهم الطلبة النص الكتابي فإن الطلبة أيضا بحاجة إلى فهم البناء القواعد للجمل، فالجمل البسيطة التي تشتمل على فعل وفاعل ومفعول به أسهل في فهمها من الجمل المعقدة قواعدها، ويصبح فهم الجمل أصعب بالنسبة للطلبة الصم إذا استخدم المؤلف أو الكاتب المعاني المجازية، وقد أظهر الطلبة الصم في مجال فهم الجمل الخصائص التالية:

  • صعوبة فهم البناء النحوي المحدد للطلبة الصم.
  • الصعوبات النحوية تؤدي على صعوبة في التعرف إلى الكلمات.
  • السياق المحدودة بسبب صعوبات في الفهم لذلك الصم يعانون من صعوبة فهم القصص القصيرة مقارنة بالقصص الطويلة.

كما ذكرت الجمعية الأمريكية لعلاج النطق والكلام والسمع (ASHA, 2011, 1) أن فقدان السمع يؤثر على تطور المفردات اللُّغويَّة أو بناء الجمل وتركيبها كالتالي:

  •   تطور المفردات اللُّغويَّة ببطء أكثر في الأطفال الذين يعانون من فِقدان السَّمع.
  • الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع يتعلموا بسهولة الكلمات المحددة مثل " قطة، يقفز، خمسة، أحمر" عن الكلمات المجردة مثل " قبل، بعد، متساوي " كما يواجهون صعوبة في كلمات مثل "هي، على".
  • تتسع الفجوة في المفردات بين الأطفال العاديين والذين يعانون من فقدان السمع مع التقدم في السن، ويجب التدخل لتضيق الفجوة.
  • يجدون صعوبة في فهم الكلمات ذات المعاني المتعددة.
  • يميلون إلى استيعاب وتكوين جمل أبسط, أقصر من الأطفال العاديين.
  • يجدون صعوبة في فهم وكتابة الجمل المعقدة.
  •  سوء في استخدام الأزمنة والأفعال وصيغة الجمع.

إن الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية يخطئون في التركيب البنائي للغة المكتوبة، فيستخدمون الأفعال في أزمنة غير صحيحة، ويخطئون في وضع الكلمات في جمل، وقد يحذفون حروف الجر والعطف، بالإضافة إلى أنهم يعانون من صعوبات في فهم معاني الكلمات، ويُلاحظ البطء في تعليم القواعد اللُّغويَّة عند الطفل ذي الإعاقة السمعية (مها السبيعي، 2015).