تحتاج تربية المعوقين سمعياً وتعليمهم وتأهيلهم الاجتماعي إلى تدريبهم على طرق اتصال فعالة تتلاءم ودرجات إعاقتهم، بغرض تمكينهم من التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم واحتياجاتهم، والتفاعل مع بعضهم البعض ومع الآخرين، والاندماج في الحياة الاجتماعية، وتتباين الفلسفات التي تبنى عليها هذه الطرق، كما يعتمد استخدامها على درجة الفقدان السمعي، ومن ثم الحاسة التي يتم استخدامها بدرجة أكبر في تعلم المهارات التواصلية.

تبين من الأدبيات والدراسات الخاصة بالمعاقين سمعيا والتي منها (إبراهيم شعير، 2015، 138-142؛ سعيد العزة، 2002، 128-130؛ إبراهيم الزريقات، 2009، 270-285) أن طرق التواصل هي:

طريق التدريب السمعي:

تتلخص هذه الطريقة في تعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية البسيطة والمتوسطة على مهارة الاستماع وتطويرها لديهم، ومن ثم التمييز بين الأصوات أو الكلمات باستخدام الوسائل البصرية والمعينات السمعية التي تساعد على نجاحها بهدف توعية الطفل الأصم بالأصوات وتنمية مهارة التمييز الصوتي لدى الطفل الأصم وبين الأصوات العامة والأصوات الدقيقة (سعيد العزة، 2002، 128).

وتلائم تلك الطريقة ضعاف السمع الذين بإمكانهم التقاط بعض الأصوات سواء باستخدام معينات سمعية أم بدونها، أكثر من ذلك الأطفال الصم الذين لا يسمعون ومن ثم لا يمكنهم تقليد الأصوات أو الكلام الصادر عن الآخرين.

ولكي تكون برامج التدريب السمعي فعالة فلابد من توافر مجموعة من العوامل أهمها (مصطفى القمش وخليل المعايطة، 2006، 94):

  1. الاستعانة بشكل أساسي على حاستي اللمس والبصر.
  2. أن تعتمد على القدرات السمعية المتبقية للطفل.
  3.  البدء بالتدريب مباشرة بعد الكشف الإعاقة السمعية لدى الطفل.

وهناك نوعان من المعينات السمعية التي تستعمل في تعليم وتدريب المعوقين سمعيا (زياد اللالا وشريفة الزبيري وآخرون، 2013، 212):

  • المعينات السمعية الفردية: وهي أجهزة يمكن المعاق سمعياً لبسها والتحرك بها، وتتوفر بأشكال عديدة فمنها ما يوضع على الصدر أو خلف الأذن أو داخلها أو على النظارات.
  • المعينات السمعية الجماعية: وهي التي تستخدم في الأوضاع التعليمية التدريسية في المدارس أو الفصول الخاصة بالمعوقين سمعياً حيث يمكن تزويد مجموعة من الأطفال في وقت واحد بصوت مكبر.

التواصل الشفوي:

يقصد بذلك تنمية مهارة المعاق سمعياً على قراءة الشفاه وفهمها، ويعني ذلك أن يفهم المعاق سمعياً الرموز البصرية لحركة الفم والشفاه أثناء الكلام من قبل الآخرين وقد يكون مصطلح قراءة الكلام (Speech Reading) أكثر دقة من مصطلح قراءة الشفاه (Lip Reading) إذ يتضمن المصطلح الأول عدداً من المهارات البصرية الصادرة عن الوجه، بالإضافة إلى البدائل البصرية الصادرة عن شفتي المتكلم في حين يقتصر المصطلح الثاني على الدلائل البصرية الصادرة عن شفتي المتكلم فقط (ماجدة عبيد، 2000، 239، ب).

وتعلم قراءة الشفاه يكون من خلال الطريقة التحليلية Analytic أو التركيبية Synthetic. ففي الطريقة التحليلية Analytic يحلل الكلام إلى عناصره واجزائه، وتمتاز هذه الطريقة بالبساطة والتنظيم العالي، وتستعمل الطريقة التحليلية وسائل بسيطة مثل اصوات معزولة ومقاطع لفظية ساكنة ومتحركة أو كلمات مفردة، وربما هذا يكون مناسب للشخص الذي يتعلم قراءة الشفاه ويحتاج إلى اكتساب خبرات بفترات قصيرة بمثيرات واضحة، والهدف يكون الانتقال إلى مثيرات أكثر واقعية بالاعتماد على مهارات الشخص وفترة الانتباه.

أما الطريقة التركيبية Synthetic فتستعمل جملاً وفقرات ومواقف حياتية حقيقية كوسائل مساعدة تشجيع الشخص على جمع عناصر الكلام لوحدات كبيرة المعنى (إبراهيم الزريقات، 2003، 228-229).

ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا يوجد أفضلية لطريقة على أخرى إنما نجاح أي طريقة يعتمد على عدد من الأمور أهمها (Daniel Hallahan, James Kauffman and Paige Pullen, 2013, 95):

  • مدى فهم الفرد المعاق سمعياً للمثيرات البصرية المصاحبة للكلام.
  • مدى سرعة المتحدث.
  • مدى ألفة موضوع الحديث للفرد المعاق سمعياً.
  • مدى مواجهة المتحدث للفرد المعاق سمعياً.
  • القدرة العقلية للفرد المعاق سمعياً.

وهناك صعوبة في طريقة التواصل عن طريق الشفاه حيث إن بعض الأصوات عندما تلفظ تكون متشابهة على الشفاه والوجه (سعيد العزة، 2002، 128).

التواصل اليدوي/ لغة الإشارة والأصابع

تعرف لغة الإشارة على أنها نظام حسي بصري يدوي يقوم على أساس الربط بين الإشارة والمعنى وتنقسم إلى لغة الإشارة الكلية والأبجدية الإشارية أو أبجدية الأصابع.

ولإجراء الإشارة الكلية يتم استخدام إشارة محددة متعارف عليها في مجتمع الأفراد الصم باستخدام يد واحدة أو كلتا اليدين، وتكتسب الإشارة أهميتها بعد شيوع استعمالها وربما يتم توثيقها من قبل المختصين في تربية المعوقين سمعياً واستخدامها في التعليم على مستوى واسع.

أما بالنسبة لأبجدية الأصابع فتشمل استخدام اليد لتمثيل الحروف الهجائية المختلفة وذلك بإعطاء كل حرف شكلا معينا وهذه الطريقة تستخدم مع الأفراد المعوقين سمعياً المتعلمين والذين يستطيعون القراءة والكتابة، وتستخدم كطريقة مساندة مع الأفراد الذين لا يعرفون إشارة معينة.

وتعتبر لغة الإشارة من وجهة نظر المؤيدين المتحمسين لها هي اللغة الأم للأفراد الصم، وأن هناك ما يبرر ان يتعلمها الأفراد السامعين بغية استخدامها في عملية التواصل مع الأفراد المعوقين سمعياً.

ومع أن هناك تشابهاً في الإشارات بين المجتمعات، إلا أن الإشارات تختلف من مجتمع إلى آخر، فالتطور الكبير في استخدام الإشارات واستحداث الجديد منها من قبل المختصين أدى إلى توثيق هذه الإشارة وإدخال التحسينات عليها من خلال قواميس ومعاجم خاصة بلغة الإشارة ساهمت في تبادل المعلومات والخبرات بين المختصين في مجال تعليم الأفراد الصم (مصطفى القمش وخليل المعايطة، 2006، 97).

الاتصال الكلي

نظرا لأنه لا توجد طريقة واحدة تناسب جميع المعاقين سمعياً نتيجة اتساع مدى الفروق الفردية فيما بينهم من حيث درجة الإعاقة وتوقيت اكتشافها والاستعدادات الاتصالية التي يتمتعون بها والظروف البيئية والأسرية لكل حالة، ونظرا لأن لكل طريقة مزاياها وعيوبها ولحسم الخلافات القائمة بين الذين يتبعون لأساليب التواصل اللفظي والتدريب السمعي من جانب، وأولئك المتحمسون لطريقة التواصل اليدوي من جانب آخر فقد ظهرت الطريقة الكلية التي تعتمد على الإفادة من كافة أساليب التواصل اللفظية واليدوية الممكنة وعلى المزج بين توظيف البقايا السمعية - إن وجدت - وقراءة الشفاه، ولغة الإشارة وأبجدية الأصابع بما يتلاءم وطبيعة كل حالة وظروفها لتنمية المهارات اللُّغويَّة لدى المعوقين سمعيا واكسابهم المهارات التواصلية والتفاعل الإيجابي منذ طفولتها المبكرة (عبد المطلب القريطي، 2005، 339)، فالأطفال الذين يتقنون أبجدية الأصابع نتواصل معهم باللفظ مع أبجدية الأصابع، بينما نقرن اللفظ بالإشارة لمن يتقنونها ولا يتقنون سواها، وفي كل الحالات تستخدم حركات الجسم وتعبيرات الوجه لإضفاء مزيد من الإيضاح للأفكار والمفاهيم المراد التعبير عنها (زياد اللالا وشريفة الزبير وآخرون، 2013، 213).

طريقة التعليم ثنائي اللغة، ثنائي الثقافة

من أحدث التوجهات العالمية المعاصرة هي طريقة التعليم ثنائي اللغة، والتعليم ثنائي الثقافـة وهو تعلم لغتين وثقافتين بحيث تكون اللغة الأولى هي الإشارة، والثانية هي أي لغة محكية يراد تعليمها للصم (أروى الاخضر، 2005، 36)، وتعد الثنائية اللُّغويَّة-استخدام لغة الإشارة جنبا إلى جنب مع اللغة اللفظية من أفضل الخيارات لمعظم الصم الذين يعيشون في أوساط السامعين إلا أن هذا ليس بالأمر السهل تحقيقه، وتعد قدرة الأصم على التعامل مع مهارات القراءة انعكاس حقيقي لمدى تمكن الشخص الأصم من ثنائية اللغة (باسم عبد الغفار، 2013، 29).