يشير عبد المطلب القريطي (2001، 183-184) إلى وجود عوامل مختلفة تؤثر في نمو شخصية المكفوفين، ومن بين هذه العوامل ما يلي:

(1) توقيت حدوث الإعاقة:

يكون السن الحرجة لحدوث الإعاقة البصرية في الخامسة من العمر، فالطفل الذي يصاب في هذا العمر يكاد يتساوى مع من ولد فاقد للبصر نظراً للتلاشي التدريجي للصور والمعلومات البصرية بمرور الأيام، ومن ثم يعتمد بشكل كلي على الحواس الأخرى في اكتساب الخبرات وتفهم العالم المحيط به. وعلى العكس فإن الإصابة بكف البصر بعد هذا السن تسهل استحضار المعلومات والأفكار البصرية والاستفادة منها في تكوين المفاهيم والتعلم.

(2) درجة الإعاقة البصرية:

تؤثر درجة الإعاقة البصرية في كثير من أنشطة الفرد، كقدرته على التوجه والحركة، ومدى قيامه بواجبات الحياة اليومية، ومدى استفادته من أساليب التعلم، ومدى اعتماده على نفسه؛ حيث تتفاوت استعدادات المكفوفين وقدراتهم تبعاً لتباين درجات الفقدان البصري كلية أو جزئية، فالشخص الذي لديه بقايا إبصار يمكنه الاعتماد على نفسه إلى حد ما والمشاركة في الكثير من المواقف الاجتماعية والتعليمية والمهنية على عكس الكفيف الذي لا يرى كلية.

(3) الاتجاهات الاجتماعية نحو الإعاقة البصرية:

تؤثر اتجاهات الأفراد المحيطين بالكفيف على شخصيته وخصائصه، وهي تتراوح بين اتجاهات إما يغلب عليها الإهمال والنبذ والرفض أو العطف المبالغ فيه والشفقة والحماية الزائدة. وهذه الاتجاهات تسبب التوتر والإحباط والشعور بالقلق وعدم الثقة بالنفس، أما الاتجاهات التي يغلب عليها الاعتدالية والموضوعية والمرونة تساعده على تحقيق الاستقلالية والشعور بالاكتفاء الذاتي والثقة بالنفس.

ويضيف عبد الصبور منصور (2003، 148) عاملاً آخر وهو أسباب الإعاقة البصرية، حيث تبدو أهمية هذا العامل عندما ترجع عيوب النظر إلى أمراض جسمية، وهناك فرق كبير بين تصرفات وسلوكيات شخص أصيب بالإعاقة نتيجة عوامل وراثية أو نتيجة الإهمال في العلاج المبكر، وقد تنتج الإصابة عن عوامل نفسية أو حادثة؛ فتتأثر شخصية الفرد خاصة حينما يبتعد عن القيام بأنشطة كان يقوم بها.