صنف كل من (عبد المطلب القريطي، 2001، 374-376؛ عبد الصبور منصور، 2003، 166-167؛ زينب شقير، 2005، 236-239) الأسباب التي تؤدي للإصابة بكف البصر إلى:

(1) الأسباب الوراثية:

وتشمل العوامل الوراثية التي تؤثر على الجنين قبل الولادة كالأمراض التي تُصاب بها الأم الحامل مثل الحصبة الألمانية، الزهري، مرض السكري. وقد تتأخر أعراض هذه العوامل الوراثية في الظهور إلى مرحلة المراهقة أو الرشد، ومن أهم الأسباب الوراثية:

الجينات: فقد يرث الطفل بعض الصفات الوراثية من والديه وأجداده عن طريق الجينات الوراثية، والشيء الموروث هو خلل أو اضطراب ينـتـقـل إلى الجنين من أحد والديه أو كليهما تعوق عملية النمو بشكل عام ومن أنواع الاضطرابات: العيوب المخية وتلف الدماغ واضطرابات التمثيل الغذائي.

العامل الريزيسي RH: هو اختلاف دم الجنين عن دم الأم بشكل يؤدي إلى أن يقوم دم الأم بتكوين أجسام مضادة لدم الطفل، تسبب له مضاعفات قد تضر جهازه العصبي وتؤدي إلى الإعاقة بكل أشكالها وقد يولد ميتاً.

(2) الأسباب البيئية:

بالطبع يبدأ تأثير البيئة على الطفل منذ اللحظة الأولى التي يحدث فيها الإخصاب، ومن أهم العوامل البيئية التي قد تسهم في إصابة الطفل بالإعاقة البصرية:

الأمراض التي تصيب الأم الحامل: كالإصابة بالحصبة الألمانية والزهري، خاصة في الثلاث شهور الأولى من فترة الحمل، مما يؤدي إلى تلف ألياف وأنسجة بعض الأجهزة الحاسية التي من بينها الجهاز الحاسي البصري.

الأمراض التي تصيب الفرد مباشرة: وتؤثر على أجزاء العين والجهاز البصري كإصابة مقلة العين أو القرنية أو العدسة أو الشبكية أو الإصابة بمرض السكري والزهري والرمد الحبيبي والتراكوما والرمد الصديدي وغيرها ...

الإصابات والحوادث التي يتعرض لها الفرد: وتشمل الإصابات التي قد يتعرض لها الجنين باستخدام الطبيب الآلات الطبية أثناء الميلاد أو نقص الأكسجين للأطفال الذين يولدون قبل موعد ميلادهم الطبيعي أو تعثر عملية الميلاد أو تعرض الفرد لبعض الإصابات نتيجة الحوادث كالمفرقعات، الانفجارات، السقوط على أشياء مدببة، دخول أجسام صلبة بالعين.

(3) الأسباب التشريحية:

وتشمل عيوب العصب البصري وتلف المراكز العصبية المخصصة لتلقي الإحساسات البصرية في الدماغ مثل الحول، المياه البيضاء، الجلوكوما، التراكوما، التهاب العصب البصري وانفصال شبكية العين.

وتناول كل من (يوسف القريوتي وآخرون، 2001، 157-159؛ شاهين رسلان، 2009، 265) الأسباب التي قد تسبب حدوث الإعاقة البصرية للفرد، ومنها:

الأمراض التي تصيب العين: وأهمها التهاب الشبكية Retinitis Pigments الذي يؤدي إلى ضيق مجال الرؤية وصعوبة تمييز الأشياء في الأماكن ضعيفة الإضاءة، حالات عتمة عدسة العين (المياه البيضاء) Cataract، وحالات الجلوكوما (المياه الزرقاء) Glaucoma، التراكوما، الرمد الحبيبي، والسكري.

الإصابات التي تتعرض لها العين: كالصدمات الشديدة للرأس - التي قد تؤدي إلى انفصال الشبكية أو تلف في العصب البصري - وإصابة العين بأجسام حادة، وتعرض الأطفال غير مكتملي النمو إلى كميات عالية من الأكسجين في الحاضنات مما يؤدي إلى تليف الشبكية.

الإهمال في معالجة بعض الصعوبات البصرية البسيطة: مما يؤدي إلى آثار جانبية وتطور هذه الصعوبات إلى درجات أشد، كما هو الحال في حالات طول النظر وقصر النظر والحول والمياه الزرقاء والبيضاء.

انفصال الشبكية: وينتج عن ثقب في الشبكية، مما يؤدي إلى تجمع السائل وانفصال الشبكية عن جدار مقلة العين ويسبب ذلك ضعف الرؤية.

اعتلال الشبكية الناتج عن السكري: ويحدث عندما تصاب الأوعية الدموية في الشبكية بنزيف دموي ويؤدي ذلك إلى العمى.

ضمور العصب البصري: ويحدث نتيجة الحوادث أو الالتهابات والأورام ونقص الأكسجين، مما يؤدي إلى فقدان البصر.

فئات المعاقين بصرياً:

يصنف كل من (سعـيد عبد العزيز، 2005، 353؛ بطرس حافظ، 2007، 36؛ إبراهيم شعير، 2010، 210) المعاقين بصرياً من حيث درجة الإبصار إلى فئتين:

المكفوفون: وهم الذين تقـل درجة أبصارهم عن (20/200) قدماً بعد العلاج أو التصحيح، والذين يعانون من ضيق في مجال الرؤية؛ حيث يقل عن (20°) درجة.

ضعاف البصر (المكفوفون جزئياً): وهم الذين تتراوح درجة إبصارهم بين (20/70) قدماً و(20/200) قدماً في العين الأقوى بعد العلاج أو التصحيح بالنظارات الطبية، ومجال الرؤية لا يزيد عن (140°) درجة.

ويقسم كل من (ماجدة عـبيد، 2000، 34؛ منى الحديدي، 2009، 40) المعاقين بصرياً من حيث سن الإصابة بالعمى أو توقيت حدوث الإصابة إلى:

  • فقد بصر كلي قبل الخامسة: ولدوا أو أُصيبوا بكف البصر قبل سن الخامسة.
  • فقد بصر كلي بعـد الخامسة: أُصيبوا بكف البصر بعد سن الخامسة.
  • فقد بصر جزئي قبل الخامسة: ولدوا أو أُصيبوا بضعف البصر قبل سن الخامسة.
  • فقد بصر جزئي بعـد الخامسة: أُصيبوا بضعف البصر بعد سن الخامسة.

واتخذ سن الخامسة للتقسيم استناداً إلى أن الأطفال الذين يفقدون بصرهم قبل حوالي الخامسة من عمرهم يصعب عليهم الاحتفاظ بالذكريات والصور البصرية، حيث تميل إلى التلاشي تدريجياً ثم الاختفاء شيئاً فشيئاً، أما الأطفال الذين يفقدون إبصارهم كلياً أو جزئياً بعد سن الخامسة فلديهم فرصة للاحتفاظ بالخبرات البصرية التي يمكن الاستفادة بها في تعليمهم.